تجربة سريرية جديدة في مستشفى جريت أورموند ستريت تبعث على الأمل بالنسبة للأطفال المصابين بسرطان الدم الشرس

15/10/2024
الطبيبة سارة غوراشيان، أستشارية أمراض الدم بمستشفى جريت أورموند ستريت والأستاذة الفخرية بكلية لندن الجامعية. تباشر الطبيبة غوراشيان تجربة سريرية جديدة تهدف لمنح الأمل للأطفال الذبن يصارعون سرطان الدم الشرس.

يتعاون الباحثون في مستشفى جريت أورموند ستريت ومعهد صحة الطفل في كلية لندن الجامعية بشارع جريت أرموند على نهج جديد للتجارب السريرية لبعث الأمل بالنسبة للأطفال المصابين بنوع شرس من سرطان الدم، وهو سرطان الدم الليمفاوي الحاد الخلوي التائي (T-ALL).

 

ستقوم الطبيبة سارة غوراشيان، استشارية أمراض الدم في مستشفى جريت أورموند ستريت، وفريقها بإجراء تجربة سريرية على اليافعين الذين يعانون من انتكاسات في مسار صراعهم مع سرطان الدم الليمفاوي الحاد الخلوي التائي أو مقاومتهم للعلاجات التقليدية، بما في ذلك العلاج الكيميائي والعلاج عن طربق زرع نخاع العظم. وبينما لا يتوفر معيار رعاية حالياً لهؤلاء الأطفال، فإن معدلات البقاء على قيد الحياة على المدى الطويل قد تصل في الإنخفاض نسبةً تراوح 30%.

 

إلى جانب إمكانية توفير خيار جديد لعلاج الأطفال واليافعين المصابين بسرطان الدم الليمفاوي الحاد التائي المتكرر، فإن التجربة تتبنى أيضًا نهجًا جديدًا وذلك بإجرائها جنبًا إلى جنب مع تجربة سريرية مماثلة للبالغين، يقوم الباحثون بأجرائها في مستشفى جامعة كلية لندن الجامعية (UCLH)، الأمر الذي يحدث لأول مرة على أمل إنشاء تصميم أكثر كفاءة لهذه التجربة السريرية.

 

تُعد مشاريع البحث المخصصة لأمراض السرطان التي تصيب الأطفال نادرة، حيث تبدأ التجارب السريرية للأطفال تقليديًا في وقت لاحق يعقب إجرائها على البالغين وتستغرق في المتوسط ​​​​فترة أطول لإكمالها تناهز الستة أعوام ونصف. وعلى مدار السنوات العشر الماضية، تم فقط ترخيص 12 دواء مضادًا لأمراض السرطان التي تصيب الأطفال على وجه التحديد في مقابل أكثر من 150 دواء تم ترخيصها لعلاج أمراض السرطان التي تصيب البالغين.

 

كيف سيتم إجراء التجربة؟

 

ستباشر التجربة السريرية في المرحلة الأولى علاج 12 طفلاً مصابين بسرطان الدم الليمفاوي الحاد التائي المتكرر. ستختبر فعالية علاج الخلايا التائية CAR-T الذي يستهدف بروتينًا محددًا يسمى CCR9، والذي تم تحديده حديثًا من قبل الباحثين في كلية لندن الجامعية على أنه يظهر حصريًا على الخلايا التائية السرطانية. من خلال التجربة، تأمل الدكتورة غوراشيان وفريقها في تطوير علاج جديد أكثر فعالية واستهدافًا للبروتين من الخيارات الحالية.

 

لقد أظهر علاج الخلايا التائية الموسوم ب (CAR-T)، والذي يتضمن تعديل الخلايا المناعية في الجسم وراثيًا للتعرف على الخلايا السرطانية والقضاء عليها، نجاحًا ملحوظًا بالفعل لدى الأطفال المصابين بسرطان الدم الليمفاوي الحاد من الخلايا الثانوية (البائية). ومع ذلك، فقد ثبت أن تكرار ذلك في سرطان الدم الليمفاوي الحاد من الخلايا التائية أمر صعب بسبب استهداف الخلايا التائية CAR لبعضها البعض أو الخلايا التائية السليمة، مما يضعف الجهاز المناعي بشكل أكبر. ومع الاكتشاف الأخير لبروتين CCR9، أصبح الهدف الآن واعداً وأكثر وضوحًا.

يُتوقع إفتتاح التجربة في أوائل عام 2025 وذلك بعد أن توفر التمويل المطلوب وتبقى انتظار انتهاء مرحلة مرورها بجميع المراجعات والموافقات اللازمة.

 

يجب على أي من المرضى المؤهلين لتلقي العلاج بموجب نظام الخدمات الصحية الوطني والذين يأنسون في أنفسهم إهتماماً بهذه التجربة أن يتواصلوا مع مقدمي الرعاية الصحية المتخصصين. وفي غضون ذلك، ستكون الفرق السريرية سعيدة بمناقشة التجارب البديلة المفتوحة حاليًا للأطفال المصابين بسرطان الدم الليمفاوي الحاد التائي.

 

ضمان حصول الأشخاص من جميع الأعمار على وصولٍ متساوٍ للعلاجات المنقذة للحياة 

 

لن يؤدي تصميم التجربة الجديد هذا فقط إلى توفير كم كبير من الوقت والتكاليف فحسب، بل سيساعد أيضًا في ضمان حصول الأطفال والبالغين على علاجات موجهة في نفس الوقت عبر نظام الخدمات الصحية الوطني. سيشكل  هذا تغييرًا عن شكل أساليب التجارب السريرية التقليدية حيث يتم إشراك البالغين أولاً، مما قد يعني أن الأطفال قد لا يحصلون حتى على فرصة تجربة خيارات العلاج المحتملة هذه إذا فشلت التجربة لدى البالغين. هذا الأمر ذو أهمية خاصة لأن الأطفال والشباب غالبًا ما يتحملون علاج الخلايا التائية CAR بشكل أقوى من البالغين.

 

وفي ذات الإطار، أضافت الطبيبة سارة غوراشيان، استشارية أمراض الدم في مستشفى جريت أورموند ستريت، والأستاذة الفخرية في كلية لندن الجامعية:

 

"في كثير من الأحيان، ينتظر الأطفال فترات زمنية غير مقبولة ريثما يتم التوصل إلى علاج جديد للسرطان، وهو -عامل الزمن- مما قد يحدث فرقًا كبيرًا. ستمهد هذه الدراسة الطريق أمام عملية إجراء البحوث لتشمل الأطفال دائماً، وسَتُطبع جعل عملية دمج الأطفال والبالغين في التجارب السريرية في نفس الوقت. هدفنا هو ألا نكون أبدًا في وضع يُترك فيه الأطفال خلف الركب، ونأمل أن نتمكن من إثبات فائدة هذا النهج الجديد للتأثير على عملية تغيير القانون في المستقبل".

 

مركز سرطان الأطفال الجديد سيساعد في تحسين العلاج والتعافي

 

ابتدار مركز سرطان الأطفال الجديد (CCC) يرسل رسالة مغزاها أن الأطفال المصابين بسرطانات نادرة ومعقدة سيتلقون الرعاية في أفضل بيئة ممكنة، مما يسهل عليهم اللعب، والاستمرار في الدراسة، إلى جانب المشاركة في الأنشطة العادية. سيعزز ال CCC أيضا من قدرتنا على البحث والابتكار لتطوير علاجات جديدةً ورحيمةً أكثر لأمراض السرطان.

عطفاً على ذلك، سيتمكن الأطفال واليافعون القادمون إلى مستشفى جريت أورموند ستريت من الإستفادة من أحدث التقنيات وتلقي الرعاية والعلاج في بيئات تعكس احتياجاتهم نظراً لوجود مساحة خارجية كبيرة، ومدرسة جديدة بالمستشفى، وأجنحة للمرضى الداخليين في مركز الأطفال بالإضافة لأماكن الرعاية النهارية، والتصوير الإشعاعي، وغرف العمليات وخدمات الرعاية الحرجة المرتبطة بالمستشفى الحالي.

 

لمزيد من المعلومات والتعرف على كيفية الدعم، يرجى القيام بزيارة موقع مركز سرطان الأطفال