في اليوم العالمي للطفل: مريض سابق بحالة قلبية نادرة يشكر الاستشاريون في مستشفى جريت اورموند ستريت لإنقاذ حياته
"كنت مريضًا قليلاً عندما ولدت. أجريت الكثير من الفحوصات، لكن الأطباء لم يتمكنوا من العثور على أي شيء يثير الشكوك لديهم، لذلك سمحوا لي بالعودة إلى المنزل. ولكن عندما بلغت الرابعة من عمري، كنت أعاني من حمى أثناء العطلة في موريشيوس. خوفا علي، اصطحباني والدي لرؤية طبيب محلي اكتشف أن لدي نفخة قلبية أو مابيعرف باللَّغَط القلبي.
"اعتقد الطبيب العام أن هنالك شيئًا أكثر خطورة يجهله آنذاك، لذلك تمت إحالتي إلى مستشفى جريت أورموند ستريت. بعد التصوير بالرنين المغناطيسي، والعديد من الاختبارات الأخرى، اكتشف الأخصائيون أنني ولدت بقناتين داخل الشريان الرئيسي في القلب (الأبهر)،بدلا من 3 قنوات. كان الصمام داخل هذا الشريان ضيقًا جدًا أيضًا، لذلك لم يتم ضخ الدم الكافي من قلبي إلى باقي جسمي. على الرغم من أنني كنت صغيرا جدا، إلا أن اجراء أي عملية كان مخاطرة كبيرة.حاولوا إصلاح التشوهات بعد ذلك، وعلمت بأنه سيأحتاج عملية جراحية أخرى لاحقا.
"لقد واصلت إجراء الفحوصات الطبية لمدة 3 أشهر في مستشفى جريت اورموند ستريت، لكن بعد مرور عام على ذلك، عندما كنت في الخامسة من عمري، بدأت حالتي الصحية تتدهور. لاحظ والداي أنني أصبحت أقل نشاطًا بكثير. قرر الأطباء أن هناك حاجة ماسة إلى القيام بشيء ما. في البداية، خططوا ليحلوا محل صمامي الأبهر صمام جديد عن طريق القسطرة، أنبوب ضيق صغير، عبر وريد في ساقي إلى قلبي. لكن في الليلة التي سبقت العملية، اكتشفوا نوبات صغيرة من الكالسيوم تنمو على قلبي تجعل لشريان قاسياً جداً وأكثر ضيقاً. عندها قرروا إجراء جراحة عملية القلب المفتوح."
وتقول والدة ياسر: "في الأشهر التي سبقت مرض ياسر، رأينا صراعه مع الأشياء الأساسية. كان أكثر بطئا ويتنفس بصعوبة. لقد اشتكى من الشعور بالغثيان في كثير من الأوقات، وأنه لا يشعر بالسعادة لعدم تمكنه من القيام بالأشياء التي يمكن لأي طفل صغير أن يفعلها. ولكن على الرغم من علمنا أنه لم يكن على يرام، إلا أننا انهرنا عندما تم تشخيصه.
"كان الوصول إلى مستشفى جريت اورموند ستريت تجربة سريالية وعندما قيل لنا أن ياسر سيحتاج لعملية جراحية، كنا في حالة صدمة. حقيقة أن حياة طفلنا الأول مهددة بسبب حالة قلبه وأنه بخاحج لاجراء عملية قلب مفتوح، وليس لمرة واحدة فقط بل عدة مرات لإبقائه على قيد الحياة، كانت صدمة كبيرة، أكبر من قدرتنا على التحمل.
"استمرت أول عملية لمدة تسع ساعات، كل دقيقة مرت علينا كانت مروعة جدا. لكن لحسن الحظ، كانت العملية ناجحة وانتعش قلب ياسر بسرعة كبيرة. كان خارج المستشفى في غضون 4 أيام، وعاد للمدرسة خلال مدة قصيرة.
"على مدار الشهريين التاليين، رأينا ياسر أكثر حيوية ونشاطا، كنا نعلم أنه لا يزال هناك خطر من أن الصمام لربما يتحلل، ويتوقف الدم عن التدفق من قلبه، ولكن كان وضعه مستقرا حينها. كان كل شيء قد تم التخطيط له، وقيل لنا أن ياسر لن يحتاج إلى جراحة لاستبدال صمامه الجديد لمدة 10-15 سنة أخرى "
منعطف غير متوقع
"لكن في العام الماضي، انهرت. وحالما وصلت إلى مستشفى جريت اورموند ستريت، وقمنا باجراء الفحوصات، عرفت أنه هنالك تسريب صغير من الصمام قد يهدد حياتي. كانت حالة قلبي تتدهور. كما بدأت الغرف الأخرى في قلبي تضعف أيضًا وتؤثر على رئتي. كان لدي أيضا عدم انتظام في ضربات القلب، أو إيقاعات النبض غير طبيعية، والتي كان من الممكن أن توقف قلبي عن العمل في أي لحظة. كنت أشعر بدوار، لم أستطع النوم بسبب ما كنت أشعر به من آلام في الصدر. في نهاية المطاف، كان صمامي على وشك التخلي عني، ولم يكن الاستشاريين متأكدين من أنه سيصمد لبضعة أشهر أخرى. كان من المقرر تبديل الصمام الأبهري بشكل عاجل وغيرها من الإجراءات الحاسمة لإصلاح التلف الذي أصاب قلبي."
"مع كل هذا الانزعاج، كان الوقت يمر عصيبا على حالتي الجسدية، لكنه أثر علي عاطفيا أيضا. كان الاخصائيين يتحدثون معي عن كل شيء، كانوا مذهلين. كنت أحضر جميع المواعيد وكانوا يتوجهون لي بالحديث في البداية قبل التحدث إلى والدي. لقد شاركت في اتخاذ القرارات حول علاجي وماذا سيحدث بعد ذلك. لقد اهتموا بي كشخص، وهذا جعلني أشعر بأنني لم أكن مجرد رقم في قائمة ".
الدعم في الوقت الصعب
"استمرت الجراحة العاجلة الرئيسية التي أجريتها أكثر من 13 ساعة - أطول بكثير من المخطط له. قيل لي في وقت لاحق أن العملية هي واحدة من أكثر العمليات القلبية تعقيدا والتي يقومون فيها في مستشفى جريت اورموند ستريت. واجه الجراحون المتاعب أثناء العملية وكافحوا للحفاظ على قلبي ينبض. بمجرد الخروج من غرفة العمليات، تم نقلي على الفور إلى وحدة العناية المركزة في جناح فلامنغو. تم وضعي على جهاز انعاش للقلب والرئتين، لذلك كان هناك الكثير من الأسلاك والأنابيب خارجة مني. عندما استقرت حالتي، تم نقلي إلى قسم وحدة الاعتماد العالي بجناح بير. كنت أشعر بألم شديد لأنهم اضطروا إلى كسر عظمة القفص الصدري أثناء العملية. لدي الآن قطع كبير على طول صدري كله.
"كانت العزلة موحشة للغاية كون عدم وجود مرضى لآخرين حولي. ولكن طاقم العمل في الجناح كانوا يأتون لزيارتي ولتبادل أطراف الحديث واضحاكي. لدي ذكرى تتمحور حول ممرضة القلب ريبيكا، التي كانت تزورني بالليل عندما لا أستطيع النوم بسبب ما كنت أشعر به من ألم. أذكر أنني أيضا أمضيت يوم العيد نائما بسبب الألم بينما كنت في وحدة العناية المركزة. ولكن كان طاقم الجناح حريصا ألا أفوت أي احتفال بالعيد، قاموا بعمل حفلة لي وقدموا لي الهدايا والبالونات. وكانت عائلتي أيضا داعمة جدا لي، فأتوا لزيارتي فور خروجي من العزلة"
وتخبرنا والدة ياسر: "بعد أن كنت مع ياسر في كل خطوة في طريق علاجه، أعرف كم كانت العملية الجراحية التي خضع لها في العام الماضي مرعبة وصعبة. في حين ساعدته إرادته القوية وإصراره على التأقلم مع وضعه، اضافة لتأييد ودعم جميع من اعتنوا به. كانت الرعاية التي تلقاها ياسر في مستشفى جريت اورموند ستريت رائعة؛ بدءا بالممرضات الماهرات إلى الجراحين المهرة الذين قاموا بهذه العملية المحفوفة بالمخاطر لإنقاذ حياة ابني. كان هناك أيضا أخصائيين في العلاج الطبيعي الذين ساعدوه على التعافي في مرحلة لاحقة. كان لدينا شبكة مذهلة من الناس الداعمين الذين قدموا لنا الدعم العاطفي الذي ساعدني وزوجي أيضا.
قلبي "الفريد من نوعه"
"منذ الجراحة، عدت إلى مستشفى جريت اوروموند ستريت عدة مرات للمتابعة الاعتيادية. بعد حوالي أربعة أشهر من العملية، أثناء القيام باختبار التمرين، لاحظ الاستشاريون أن قلبي ينبض بشكل غير منتظم. كان لدي صورة مقطعية للشرايين التاجية، والتي تنقل الدم حول عضلة القلب، ووجدوا تشوهات لم يلاحظوها من قبل. ثم في يوليو 2018، تم التأكد من أن قلبي لديه عدة تشوهات غير عادية.
الشيء الغريب هو أنه لم يتم العثور على أي اعتراض من هذه التشوهات من شأنه اعاقة قلبي عن عمله بالشكل الصحيح. أظهرت عدة اختبارات ، بما في ذلك القسطرة القلبية لاختبار كيفية عمل قلبي، وجدوا أن قلبي لديه طريقة خاصة به للتشغيل. إنه يضخ الدم بشكل مختلف عن أي شخص آخر، ولكن يكفي لي أن أعيش حياة طبيعية. كنا نظن أنني قد أحتاج إلى جراحة القلب المفتوح مرة أخرى، والتي تحمل الكثير من المخاطر، لذلك كان هذا أمرًا لا يصدق.
"لدي الآن مواعيد منتظمة لزيارة الاستشاريين في مستشفى جريت اورموند ستريت وسأحتاج إلى متابعة عن كثب طوال حياتي. لا بد لي من تناول دواء لقصور القلب وارتفاع ضغط الدم والربو. من المحتمل أيضًا أنني سأحتاج إلى المزيد من العلاجات والمزيد من العمليات الجراحية في المستقبل. ولكن هذا لمجرد حقيقة وجود حالة قلبية عندما كان طفلاً. إنها حالة عشوائية ولا توجد وعود ".
تطورات كبيرة، أحلام عظيمة
"في الوقت الحالي ، أركز على مستقبلي .. أود أن أصبح فيزيولوجيا مختص بالقلب. كالذين ﻳﻌﻤﻠﻮن ﻓﻲ ﻣﺨﺘﺒﺮات اﻟﻘﺴﻄﺮة اﻟﻘﻠبية، وﻳﻘﻮﻣﻮن ﺑﺈﺟﺮاء اﺧﺘﺒﺎرات ﺗﺸﺨﻴﺼﻴﺔ ﻟﺤﺎﻻت اﻟﻘﻠﺐ، وﻳﻌﻤﻠﻮن ﻣﻊ أﺟﻬﺰة ﻣﺜﻞ ﺁﻻت التصوير. أنا مهتم حقًا بأي شيء يتعلق بالقلب فقد ألهمني كل ما مررت به.
"اليوم أنا أكثر نشاطا. كنت أتدرب وألعب كرة القدم قبل أن أكون مريضا، لكنني اضطررت للتوقف بسبب صحتي. في حين أنني لا أزال لا أستطيع لعب كرة القدم، فأنا أركب الدراجة الهوائية لمدة 25 دقيقة كل يوم بالذهاب والعودة من المدرسة. عدا ذلك، أحب الخروج مع الأصدقاء إلى السينما وتناول الطعام بالخارج».
تقول والدة ياسر: "بعد مرور عدة أشهر على تعافيه، أصبح ابني أكثر حيوية، وأكثر تفاؤلاً. ياسر هو طفل فريد من نوعه. إنه ذكي للغاية ويسعى دائمًا للوصول إلى القمة. إنه محبوب جدا من قبل زملائه ومعلميه ويعرف دائمًا كيف يجعل الناس يضحكون. وبسبب الرعاية الرائعة والعلاج الذي تلقاه ياسر في مستشفى جريت اورموند ستريت، انطلق في حياته. لولا الجهود التي بذلوها في المستشفى لما كان ياسر هنا اليوم يفكر في مستقبله. لذلك أشكر جدا لأنها لولا عناية الله وعنايتهم له لما كان بيننا اليوم."
رسالة للعلائلات الأخرى
"أريد أن يعرف الأطفال الذين يمرون بتجارب مماثلة أنهم ليسوا وحدهم. بينما أنت في هذه اللحظة ، قد يبدو الأمر أسوأ شيء في العالم. ولكن بمجرد أن تكون على الجانب الآخر، ستدرك الحكمة بأن تمرّ بالجراحة والاختبارات والإقامة الدائمة في المستشفى. حقيقة أنني تحولت من كوني مريضا إلى شخص على وشك الموت إلى شخص طبيعي، أمر لا يصدق. أريد أن أكون مصدر دعم وإلهام للأطفال الآخرين. أريدهم أن يعرفوا أنهم ليسوا وحدهم ".