مستشفى رائد للأطفال بمناسبة يوم السعادة الدولي: المحافظة على ابتسامة الأطفال المرضى تساعد في شفائهم
يؤكد خبراء طب الأطفال في مستشفى «جريت أورموند ستريت» للأطفال بمناسبة يوم السعادة الدولي هذا العام على أهمية نشر السعادة والمرح في المستشفيات من أجل دعم التعافي السريع للمرضى وتحسين صحتهم.
وتشرح إحدى الأمهات من دولة الإمارات العربية المتحدة التي يعالج طفلها حاليًا في مستشفى «جريت أورموند ستريت،» للأطفال في لندن، أن الانتظار في المستشفى مدعاة لقلق كثير من الآباء والأمهات فما من شيء يشعرهم بالسعادة وأطفالهم مرضى يعالجون، وقالت «في مثل هذه الظروف، فإننا كآباء ننتظر بفارغ الصبر مرور الأيام لنصل إلى الوقت الذي يخرج فيه أطفالنا من المستشفى ويعودون إلى المنزل معافين.»
ولتجاوز هذه المحنة الصعبة التي يواجهها الآباء، يهدف مستشفى «جريت أورموند ستريت،» الذي يعالج أكثر من 1500 مريض من منطقة الشرق الأوسط كل عام، إلى العمل على منح السعادة في كل جانب من جوانب العلاج في المستشفى. فوفقًا للباحثين، تؤدي المستويات العالية من الشعور بالسعادة والتفاؤل والمشاعر الإيجابية إلى تحسين الصحة وطول العمر. ولهذا يحرص مستشفى «جريت أورموند ستريت» على تقديم رعاية كاملة لصحة الطفل والأسرة، ويشمل ذلك صحته الاجتماعية والنفسية.
ومن الطرائق التي يعتمد عليها المستشفى لدعم صحة الأطفال خلال فترة وجودهم في المستشفى، العلاج باللعب. وتشير التقارير إلى أن اللعب عنصر ضروري لجميع جوانب نمو الطفل وتقدمه، وأثبت أن له قيمة علاجية عالية بين الأطفال المرضى، ويسهم في المحافظة على سلامتهم البدنية والعاطفية وشفائهم. ورأت «سارة جين،» اختصاصية اللعب في مستشفى «جريت أورموند ستريت» ، بنفسها كيف يقدم اللعب بيئة مرحة للمرضى، ويساعد الأطفال في الاستعداد للإجراءات الطبيّة، ويفتح الحوارات بشأن أي مخاوف أو قلق لديهم، ويوفر الراحة النفسية للأسر ويسرّع مسار تعافيهم.
وقالت سارة جين «يتيح اختصاصيو اللعب للأطفال في كل جناح الدخول إلى غرفة اللعب ومدرسة المستشفى إذا كانت حالاتهم الصحية تسمح بذلك،» وأضافت « لبعض المرضى الذين يعزلون لمعالجتهم أو البعيدين عن أوطانهم، يصبح اللعب الوقت الحقيقي الذي يشعرون فيه بالحياة الطبيعية والسلوان من حياة المستشفى. هو شيء من المرح والمتعة الذي يتوق إليه كل مريض، مهما كانت اللغة أو الاختلافات الثقافية. تمضية وقت في ممارسة الفنون والحرف اليدوية والألعاب والمرح والتفاعل يحسن فعلًا صحة المريض ويساعد الأطفال في تحمّل التشخيص والعلاج.
ويعتمد مستشفى «جريت أورموند ستريت» أيضًا على استخدام الدمى واللعب، لتوعية الأطفال بشأن مرضهم وشرح رحلة العلاج. وأذهلت هذه الخدمة الإضافية أحد الآباء من إحدى دول مجلس التعاون الخليجي الذي كان ابنه يعالج في الآونة الأخيرة في مستشفى «جريت أورموند ستريت.» وقال «باستخدام دمية بلاستيكية صغيرة ذات أعضاء بلاستيكية شرح الفريق لابني كل شيء عن مرضه، كان ذلك مدهشًا، جعل ابني يشعر أنهم يولونه اهتمامًا أكثر من مجرد مريض.» وبهذه الطريقة يتمكّن مستشفى «جريت أورموند ستريت» من منح الفرصة الكاملة للمريض وعائلته للمشاركة في عملية صنع القرار.
ومن الأساليب الأخرى التي يستخدم مستشفى «جريت أورموند ستريت» عادة، العلاج بالإلهاء، وهو وسيلة لمساعدة الطفل على التكيف مع الإجراءات الطبية المؤلمة أوال صعبة. ويهدف البرنامج إلى أخذ عقل الطفل بعيدًا عن تلك الإجراءات والتوجه به إلى مكان أكثر سعادة من خلال التركيز على حدوث شيء آخر.
وقالت أم مريض في مستشفى «جريت أورموند ستريت،» وهي من دول مجلس التعاون الخليجي «عمل متخصصو اللعب مع ابنتي لمساعدتها في التغلب على خوفها من الحقن الطبية، ففي كل مرة كانوا يريدون إدخال إبرة في ذراعها، يبدؤون باللعب معها ويحصلون على موافقتها. وبفضل هذا العلاج، لم تعد تبكي اليوم عندما تحتاج إلى حقنة.
يهدف مستشفى «جريت أورموند ستريت» إلى توفير السعادة خلال جميع محطات رحلة المريض من البداية إلى النهاية. وتبين لورا جراهام، وهي مدير جناح في مستشفى «جريت أورموند ستريت،» أن أسعد لحظة في جناحها عندما تلاحظ أن الطفل أصبح أكثر راحة ويتعامل بسلاسة مع فريق المستشفى. وتشعر لورا بالسعادة تكون عندما يصل الطفل إلى لحظة قرع جرس «نهاية العلاج» إشارة إلى اكتمال علاجه. وقالت «إنها لحظة خاصة جدًا للجميع. وفي الفترة الأخيرة تمكّن طفل من قرع الجرس بعد أن كان مريضًا جدًا عندما جاء إلينا. وتجمّع الناس من جميع أنحاء المستشفى للمشاركة في هذه اللحظة السعيدة جدًا.
وقال كريس روكينباك المدير العام لمستشفى «جريت أورموند ستريت،» معلقًا على أهمية خلق بيئة سعيدة في المستشفى «نسعى في مستشفى جريت أورموند ستريت إلى تقديم بيئة شفاء لكامل العائلة، ونركز أولًا على توفير عناية لمرضانا من أهم متخصصي طب الأطفال في العالم، لكننا نفعل ذلك دون أن ننسى أنها تجربة تعيشها العائلة كاملة.» وأضاف «نفخر بأننا نهتم بهذه التفاصيل الصغيرة التي تصنع الامتياز، من الاحتفال بالمناسبات الثقافية والدينية المهمة، إلى احتفالات أعياد ميلاد المرضى لخلق ذكريات خاصة حتى في أحلك الأوقات. ويهمنا أن يشارك في ذلك جميع أفراد الأسرة، فنحن نريد أن ينظر المرضى وعائلاتهم إلى مستشفى جريت أورموند ستريت وكأنه منزل لهم.