إيمري: قصة أميرة محاربة في أعياد الميلاد

إيمري طفلة نشيطة تبلغ من العمر ثلاث سنوات، يطلق عليها أفراد أسرتها لقب "الأميرة المحاربة"؛ وهو لقب يشهد على قوتها وتصميمها المذهلين. حين ولادتها، إتضح إصابة إيمري بمرض الإنكشاف المثاني من النوع العادي، وهو مرض نادر ومعقد. كانت حياتها الباكرة مليئة بالتحديات الطبية. وقد مرت رحلتها بتحول نوعي عندما سعى والداها للحصول على الرعاية في إدارة الرعاية الدولية والخاصة بمستشفى جريت أورموند ستريت GOSH International، حيث أصبحت إيمري واحدة من أوائل المرضى الأمريكيين الذين خضعوا للجراء الجراحي المعروف ب "عملية كيلي" التي أجراها البروفيسور عمران مشتاق. ورغم أن هذا القرار كان قرار صعباً عند إتخاذه، إلا أنه أثبت أنه من شأنه تغيير حياتها، حيث وفر لإيمري الأساس لحياة مزدهرة وسعيدة. [إقرأوا المزيد عن قصة نجاح علاجها هنا.]

تغيرت حياة إيمري منذ تلقيها العلاج في مستشفى غوش. فمنذ أن بدأت الحضانة هذا العام، حققت إيمري إنجازات بارزة كانت والدتها، آشلين، تخشى أن لا تتأتي لها الفرصة لإنجازها أبدًا. كانت إحدى اللحظات التي شعرت فيها بالفخر بشكل خاص عندما بدأت إيمري في ارتداء ملابس داخلية كبيرة الحجم - وهو إنجاز كبير للفتاة الصغيرة التي واجهت بدايات صعبة. اليوم، بفضل الرعاية غير العادية التي تلقتها في مستشفى غوش، أصبحت إيمري طفلة نابضة بالحياة وسعيدة تعشق أميرات ديزني والمغامرات في الهواء الطلق ووضع الإبتسامة على وجوه الناس.

ملهمةً بتجربتها الخاصة مع إيمري، أصبحت آشلين مدافعة عن الآباء والأمهات الذين يواجهون تحديات مماثلة. شاركت آشلين في تأسيس شبكة تمكين الوالدين غير الربحية (التي كانت في الأصل تسمى مؤسسة شارلوت للأمل Charlotte's Hope Foundation). ومنذ العام 2022 و بالتعاون مع أم أخرى ممن مررن بصعوبات طبية، تقوم آشلين رفقة صديقتها بإستضافة بودكاست يحمل عنوان "المُعزَزٌون بالأمل Empowered by Hope"، الذي يوفر الدعم لأسر الأطفال الذين يعانون من تعقيدات طبية في جميع أنحاء العالم.

تقول آشلين: "لقد ربطنا بودكاستنا ومجتمعنا عبر الإنترنت بعائلات من 17 دولة حتى الآن. وفي حين أن العديد من مستمعينا في أمريكا، فإنه من المذهل أن نرى مدى عالمية الحاجة إلى الأمل والتواصل بين الآباء الذين يواجهون تحديات مماثلة".

وتضيف آشلين، وهي تتأمل رحلتهم: "لقد ألهمتنا الرعاية والتواصل الذي تلقيناه لنقون بالعطاء أيضاً، تمامًا كما منحنا مستشفى غوش الكثير من الأمل في مستقبل إيمري".

بالنسبة للعائلة، يعد موسم عيد الميلاد وقتاً للتأمل في النعم التي يحظون بها والاحتفال بالصبر إلى حين نهاية المرض والحب وفرحة العطاء. وبينما يتطلعون إلى موسم احتفالي آخر، لا تستطيع إيمري الانتظار لارتداء أحد فساتين عيد الميلاد السبعة التي اشترتها لها جدتها، أذ يجسد عيد الميلاد الصبر لحين نهاية المرض والحب وفرحة العطاء.

يعتبر عيد الميلاد في منزل العائلة موعداً سحرياً، ومليئاً بالتقاليد التي أمتدت عبر الأجيال. في عشية عيد الميلاد، تحضر العائلة قداساً على ضوء الشموع في كنيستهم، يليه عشاء دافئ وفتح الهدايا. يتم تخصيص صباح عيد الميلاد لفتح الهدايا من بابا نويل، ومشاهدة أفلام العطلة الكلاسيكية مثل هوليداي إنن وعيد الميلاد الذي يهطل فيه الجليد Holiday Inn و White Christmas، والتزلج على الجليد.

هذا العام، تستعد إيمري وشقيقها الأكبر كول لتجربة التزلج على الجليد - وهو إنجاز آخر لهذه العائلة المغامرة.

لكن عيد الميلاد يمتد إلى ما هو أبعد من منزلهم. لمدة 37 عامًا، حرص أجداد إيمري على ترسيخ تقليدٍ عائليٍ من خلال مؤسستهم، حيث قدموا هدايا عيد الميلاد للبالغين في وسط ولاية إنديانا الذين يعانون من إصابات دماغية وإعاقات شديدة - وكثير منهم ليس لديهم أسر. كان هذا العام مميزًا بشكل خاص، حيث انضمت إيمري إلى الاستعدادات، وساعدت جدتها ، ليندا، في وضع الأربطة على الطرود واحتضان الهدايا بحب بينما كانت تعمل جنبًا إلى جنب مع عمتها.

تقول آشلين: "كان رؤية إيمري تساعد في استمرار هذا التقليد أمرًا يبعث على الدفء في القلب. لقد أحبت كل لحظة منه".

تخبرنا إيمري، مع والدتها آشلين، عن أكثر ما تتطلعان إليه هذا العام.

• ما هو الجزء المفضل لديك في عيد الميلاد؟

قضاء الوقت مع عائلتنا والإحتفال بالنعم التي نرفل فيها.

• هل لديك وجبة مفضلة لتناولها في هذا الوقت من العام؟

تعد عائلتنا أشهى الحلويات، لذا نتناول جميع أنواع الشوكولاتة. تحب إيمري أي شيء يحتوي على طبقة إضافية من الكريم.

• هل طلبت من بابا نويل أي شيء مميز هذا العام؟

ترغب إيمري في الحصول على دمية إلسا ولعبة طاقم أدوات التطبيب.

• هل لديك أي أمنيات أو آمال للعام الجديد؟

ندعو الله أن ينعم علينا بالصحة الجيدة والمغامرات الممتعة والوقت الجيد الذي نقضيه معاً كعائلة.

قصة إيمري هي شهادة على القوة التي يمكن للرعاية الاستثنائية أن تنقل بها المرضى لآفاق جديدة. وبينما تحتفل الأسرة بموسم الكريسماس، تواصل الأسرة أيضاً تجسيد قيم الحب والمجتمع المتآلف والإمتنان، لتذكرنا جميعًا بالروح الحقيقية للأعياد.