تعرّف على عبد الله
قرر الطبيب عبد الله بعد عمله في جناح أمراض الدم والأورام في المستشفى الوطني الكويتي بأن يحرز المزيد من التقدم في دراسته في هذا المجال. ونظراً لوجود المرافق ذات الطراز العالمي في مستشفى غريت أورموند ستريت والخبرات الخاصة في أمراض الدم والأورام على وجه الخصوص، فلقد رأى الدكتور عبد الله بأن العمل في مستشفى غريت أورموند ستريت يعتبر فرصة عظيمة لتعزيز شغفه وللحصول على الأفكار المساعدة على تحسين علاج أمراض الدم والأورام عند الأطفال في الكويت. ولقد قامت وزارة الصحة الكويتية برعاية ودعم زيارة الدكتور عبد الله إلى مستشفى غريت أورموند ستريت.
وقال الطبيب عبد الله: أن أكثر ما جذبني إلى مستشفى غريت أورموند ستريت هو سمعتها الدولية. ولقد فحصت عندما بدأت تدريبي في طب الأطفال العديد من المرضى الكويتيين القادمين إلى الكويت بعد انتهائهم من الحصول على العلاج في أقسام أمراض الدم والأورام في مستشفى غريت أورموند ستريت. ولذلك، عرفتُ بأنه سيكون من المفيد أن أعرف المزيد عن هذه المستشفى مع الأخذ بعين الاعتبار سمعتها كواحدة من المستشفيات الرائدة في العالم. ولقد تحدثت مع أحد الأطباء الاستشاريين في مستشفى الكويت الوطني للإعراب عن اهتمامي بأمراض الدم والأورام. وأوصى هذا الطبيب الاستشاري بأن أذهب إلى مستشفى غريت أورموند ستريت وأن أتواصل مع الطبيب فيل أنكليف.
وعلق الطبيب عبد الله قائلاً: على الرغم من شعوري بالضياع في بادئ الأمر عندما وصلت إلى لندن، إلا أن هذا الشعور الأولي بعدم الارتياح تلاشى بسرعة، ويعود الفضل إلى ذلك إلى الفريق الودود العامل في مستشفى غريت أورموند ستريت. ويوضح الدكتور عبد الله بأنه تمكن خلال زيارته لمستشفى غريت أورموند ستريت، التي تعالج أكثر من 1500 طفلاً قادمين من منطقة الشرق الأوسط سنوياً، من اكتساب الخبرة في علاج الحالات المرضية التي لن يتمكن من الحصول على الفرصة لاكتسابها والاطلاع عليها في بلاده بسبب صغر حجم تعداد السكان في الكويت. ولقد منحه هذا الأمر الفرصة في المشاركة في المناقشات السريرية الشاملة مع الأطباء الرواد في هذا المجال حول أحدث الاكتشافات في علاج أمراض الدم والأورام.
لقد استمتعت على وجه الخصوص في الاجتماعات المنعقدة في صباح أيام الخميس حيث يقوم الأطباء الاستشاريون في هذا الوقت من كل أسبوع بمناقشة الحالات المرضية المختلفة ويعبرون عن آرائهم المختلفة حولها. ولقد كان هذا النهج التعاوني مفيداً للغاية، وكان من الرائع أن أجدر أنه يتم أخذ آرائي بعين الاعتبار على الرغم من كوني طبيباً مبتدئاً. تحدثت في إحدى المناسبات مع الطبيب أنكليف حول سرطان الدم الحاد، ثم قام بعد حوالي 30 دقيقة من محادثتنا بإرسال مقال لي حول هذا الأمر. ويساعد هذا النوع من الحماس للتعلم ولاستكشاف التقنيات على صناعة الأطباء البارعين. ولقد لاحظت أثناء تحدثي مع الأطباء الاستشاريين في القسم مدى روعة مجال علاج سرطان الدم، وكل المجالات التي يمكن أن نتعلم ونستكشف فيها. شعرت بعد قضائي الأسابيع الأربعة الماضية في التعاون مع كبار الخبراء بأني أريد القيام بهذا الأمر بالفعل!
ويؤكد الدكتور آنكليف الطبيب الاستشاري في علاج أمراض الدم عند الأطفال في مستشفى غريت أورموند ستريت - في معرض حديثه عن هذه التجربة – كيف لعب التعاون دوراً حاسماً في تطوير الرعاية الصحية. "يتوجب على الدوام تشجيع العمل التعاوني بين المتخصصين في الرعاية الصحية. كما أنه يساعد على تعزيز قوة عاملة تتمتع بالتعليم العالي والمهارات والكفاءة. ولقد كان من دواعي شرفي الكبير بأن يختار الدكتور عبد الله زيارتنا ليتعلم المزيد عن مجالات أمراض الدم والأورام. وأعتقد بأن تعاوننا النشط معه ساعد في إثارة حماسته وشغفه للتخصص في هذا المجال ، ليتمكن لاحقاً من تطبيقه في الكويت".
وحول الأمور التي يرغب بتطبيقها عند عودته إلى الكويت، علق الطبيب عبد الله بأنه يرغب في الترويج لفكرة إنشاء فريق متعدد التخصصات بين الأطباء المستقبليين في الكويت. والعمل متعدد التخصصات هو عندما يتعاون المهنيون العاملون في مختلف التخصصات في تقديم الرعاية الشاملة لعلاج العديد من احتياجات المريض قدر الإمكان.
وشرح الطبيب عبد الله قائلاً:"لا يتوفر النهج متعدد التخصصات في الكويت كما هو الحال في مستشفى غريت أورموند ستريت. ولقد بدأنا في الكويت بالعمل بهذه الطريقة، ولكني أعتقد بأنه لا يزال هناك الكثير من الأمور التي نستطيع القيام بها. ومن المهم تحليل الحالات المرضية من منظور طبي وبناء على نظرة الطبيب الخبير في علاج أمراض الدم. ولقد علمتني التجربة الحاجة إلى تلبية العناصر غير الطبية إلى جميع الحالات المرضية مثل تقديم الدعم الاجتماعي والتعليم. ولقد ذكر زملائي في مستشفى غريت أورموند ستريت على نطاق واسع بأن الفوائد الناجمة عن العمل التعاوني تشتمل على تحسين النتائج الصحية للمرضى، وزيادة كفاءة استخدام الموارد وتعزيز الرضا الوظيفي لأعضاء الفريق ".
وعلاوة على ذلك، أعرب الطبيب عبد الله عن إعجابه بالخطوات التي قطعتها مستشفى غريت أورموند ستريت لتتمكن من جعل المستشفى بمثابة منزل للأطفال وأولياء أمورهم عند زيارتهم للمستشفى. "إنها التفاصيل الصغيرة التي تحدث فرقاً كبيراً. فعلى سبيل المثال، تمتلك مستشفى غريت أورموند ستريت فريقاً من المترجمين العاملين في جميع اللغات المختلفة المتاحة، وتمتلك المستشفى أيضأ عمال تنظيف النوافذ الذين يرتدون الملابس التنكرية على هيئة أبطال خارقين. وتعتبر بيئة المستشفى بيئة ودية للغاية لجميع الأطفال".
"أود أن أوصي بالتأكيد بأن يخوض الزملاء الآخرون في الكويت هذه التجربة. ويعتبر مستوى البحث والتجارب السريرية في مستشفى غريت أورموند ستريت أكثر تقدماً مقارنة مع مستوى البحث والتجارب السريرية في الكويت. ومن الجيد على الدوام وجود نقطة مرجعية، وإن مستشفى غريت أورموند ستريت مثال جيد يحتذي به العديد من الأطباء. وأتمنى أن يستمر هذا التعاون في المستقبل لتطوير المزيد من المهارات والخبرات عند أطبائنا في الكويت".