قصة ماغي
لاحظ والدا ماغي، غافين وإلويز، غشاوة في إحدى عينيها بعد مرور عدة أيام على ولادتها. أخذا ماغي إلى فاحص بصر محلي متخصص بالأطفال لتشخيص حالتها. ظن هذا المتخصص بأنها مصابة بمرض إعتام العين (المياه البيضاء) وقام بإحالة العائلة إلى مستشفى جريت أورموند ستريت للأطفال حيث تم تشخيص إصابة ماغى بمرض إعتام العين والغلوكوما (المياه الزرقاء) وأنها فقدت بصرها في عينها اليمنى.
يقول غافين أبو ماغي: "اكتشاف أن طفلتك البالغة خمسة أسابيع من العمر لا تملك إلا بصرا جزئيا هو أمر مرعب، لكن بعد العلاج الذي تلقته في مستشفى جريت أورموند ستريت، لا يراودني أي شك بأن ماغي ستحقق ما سترغب في حياتها. نحن ممتنون أكبر امتنان لمستشفى جريت أورموند ستريت. لا أستطيع شكرهم حق الشكر."
القصة الكاملة
يشارك غافن أبو ماغي قصة إبنته: "علمنا أن ماغي تعاني من مشكلة بصرية منذ الولادة تقريباً. حاول الزوار الصحيون والممرضات إجراء فحص انعكاس الضوء الأحمر عليها والذي يجرونه على الأطفال حديثي الولادة. استجابت عينها اليسرى بشكل جيد ولكن وجدوا صعوبة في فحص عينها اليمنى. كانوا يتركون الأمر دائماً للزيارة القادمة؛ لكن بعد مرور أربعة أسابيع لاحظت إلويز أن عين ماغي اليمنى معتمة، الأمر الذي أثار قلقنا.
"فعلنا ما سيفعله أي شخص -- اتصلنا فوراً بهاتف خدمة الصحة الوطنية رقم ١١١ ولجأنا إلى الإنترنت في محاولة لمعرفة معنى الإعتام الذي شاهدناه. اتصل بنا طبيب استجابةً لاستفسارنا وأخبرنا أنه علينا حجز موعد مع الطبيب العام للأسبوع التالي وأنه لم يكن هناك داعٍ للقلق. مع بعض الإصرار، تمكنت من حجز موعد لماغي في مستشفى محلي اليوم التالي.
"بالصدفة عاينها فاحص بصر متخصص بالأطفال و أكد أنّ ما رآه هو سيناريو أسوأ حالة. أصيبت ماغي بإعتام العين الخِلْقي، وفقدت القدرة بصرية في عينها اليمنى. عندما يتواجد الطفل داخل الرحم تتصل أوعية دموية بالعينين لمساعدتهما على النمو ثم تنفضل، لكن ظلت الأوعية الدموية متصلة عند ماغي مما سبب إصابتها بإعتام العين.
"عندما تُرزق بأول أطفالك تريد وضعاً مثالياً من جميع النواحي. اكتشاف أن طفلتك البالغة خمسة أسابيع من العمر لا تملك إلا بصرا جزئيا وأنها سترى بعين واحدة فقط لبقية حياتها هو أمر مرعب".
الرحلة إلى مستشفى جريت أورموند ستريت
"أحالنا فاحص البصر المحلي المتخصص بالأطفال إلى مستشفى جريت أورموند ستريت. في غضون أسبوع التقينا بجراح العيون الاستشاري السيد مور. أخبرنا أنه إضافة إلى إعتام العين، فإن ماغي مصابة أيضا بالغلوكوما الذي يؤثر على الضغط داخل العينين، والذي يؤدي ارتفاعه الزائد عن الحد إلى إلحاق الضرر بعصبها البصري. كان الأمر عبئا ثقيلا وشعرنا بقلق شديد ولكن السيد مور كان رائعاً.
"في الحقيقة، كان جميع أعضاء الفريق رائعين من اللحظة الأولى. عاملونا معاملة صريحة دائما، الأمر الذي قدرناه. علمنا أن ماغي لن تتمتع أبداً ببصر جيد في عينها اليمنى حتى بعد عملية جراحية. ستحتاج دائماً إلى عدسة لاصقة قوية وقطرة عين ورقعة لتقوية العين الضعيفة. لكن إذا تلقت ماغي العلاج المبكرا فلن تصاب بالعمى في حال لحق شيء بعينها الطبيعية.
"خضعت ماغي لأول عملية على عينيها وعمرها ستة أسابيع فقط. حاولنا الحفاظ على أكبر قدر ممكن من البصر بواسطة عملية استئصال جرى خلالها إزالة عدسة عينها. دون شك، كانت أصغر المرضى الذين خضعوا لعمليات في ذلك اليوم! بعد ذلك أخضعت لعملية جديدة في الشهر السادس من عمرها عندما بدأت العدسة تنمو من جديد. خففت عمليتها الثالثة من بعض الضغط في عينها والذي أسفرت عنه حالة الغلوكوما".
"دعمنا فريق الألعاب أيضاً. أتذكر كيف أمضت ماغي أوقاتاً مرحة في الجناح بعد عمليتها الثالثة. كان ذلك حوالي عيد الهلاوين واشتركت في تزيين الجناح. ساعد فريق الألعاب على تخفيف معاناتها من الملل فألهوها عن طريق القيام بأنشطة كثيرة منها التلوين وكذلك صناعة خفافيش ورقية وزينات أخرى".
علاج مدى الحياة
"ما إنْ شُفيت ماغي من جراحتها حتى بدأنا استعمال العدسات اللاصقة والمزيد من رقعات العين. لبست عدستها اللاصقة الأولى في الأسبوع الثاني عشر من عمرها، الأمر الذي لم نعلم أنه من الممكن لطفل بهذا العمر المبكر. كنا نضع العدسة في الصباح ونزيلها في الليل، الأمر الذي يشكل صعوبة بالغة عند الأطفال الرضع. لقد قضينا ساعات طويلة ومؤلمة أثناء القيام بذلك.
"إضافة إلى ذلك، من بالغ الصعوبة أن تضع رقعة عين على طفل. لم تعجبها الرقعة فحاولت خلعها، ومع أننا عرفنا أن ارتداء الرقعة سيجبر ماغي على استعمال عينها الأضعف كان مؤلما أن نضطر لتغطية العين التي استطاعت الروية خلالها لعشر ساعات كل يوم.
"بعد مرور سبع سنوات تقريباً ما زلنا نفعل كل ما بوسعنا لتقوية بصر ماغي والحفاظ عليه. ما زالت تستخدم العدسات اللاصقة وقطرة العين والرقعة. إلا أنه كلما تقدمت ماغي في العمر كلما زاد ضيقها من ارتداء رقعتها. مع ذلك أصبحنا محترفين فيما يتعلق بإدخال العدسات وإزالتها. تقريباً بلغت ماغي المرحلة حيث تستطيع القيام بذلك بنفسها!"
طفلة مبدعة وواثقة بنفسها
"عندما أنظر إلى كل ما مرّت به ماغي أشعر بأنها محارِبة حقيقية. لقد قبلت كل شيء بهدوء،و لديها ثقة كبيرة في نفسها كما أنها اجتماعية جدا وتحب الإبداع والغناء والقيام بالفن والباليه. تشترك ماغي بمجموعة مسرح موسيقي ورقص في المدرسة. وقد بدأت مؤخرا بممارسة ركوب الخيل. إن ماغي طفلة رائعة وودودة وتستمتع بلقاء أشخاص جدد.
"كذلك، استفادت ماغي كثيرا مما مرت به أيضاً. أعتقد أنها أصبحت أقوى بالنتيجة، حيث خلقت لها التجربة تحديات لم تكن لتضطر إلى التعامل معها لو لم تفقد بصرها. الاضطرار للتفاعل مع كل هؤلاء الأخصائيين في مستشفى جريت أورموند ستريت زاد من ثقتها بنفسها وجعلها أكثر رأفة. لا يراودني أي شك بأن ماغي ستحقق ما سترغب في حياتها. إلا إذا أرادت أن تصبح قائدة طيارة مقاتلة، ولكن معرفتي لماغي تقودني للتفكير بأنها ستجد طريقة لتتغلب على ذلك التحدي أيضاً!"
زيارة مستشفى جريت أورموند ستريت و"مركز البصر والصوت" الجديد
"نراجع مستشفى جريت أورموند ستريت كل شهرين أو ثلاثة لمراقبة الضغط في عيني ماغي وفحص العصب البصري ومن أجل عدساتها اللاصقة. لحسن الحظ استقر الضغط في عيني ماغي حديثاً ولكننا لا نعرف كيف سيؤثر ذلك عليها.
"نشعر بأن ساعات اليوم تطول في كل مرة نزور مستشفى جريت أورموند ستريت. يستغرق الوصول إلى المستشفى من بيتنا في دورسيت ثلاث ساعات ولا نعرف طول فترة بقائنا في المستشفى . عندما نصل تكون ماغي تعبانة من السفر، ثم علينا الانتظار في ممر جناح راينو Rhino للعيادات الخارجية مما يجعل التجربة مرهقة جدا.
وجود "مركز البصر والصوت" الجديد سيجعل هذه التجربة أسهل بكثير. بما أنه منشأة مخصصة، أملي أن فترات الانتظار بين مواعيدنا ستقل. كذلك، فإن مجرد فكرة وجود مساحة جذابة ومصدرا للتحفيز تستطيع ماغي استكشافه ستجعل الأمور مريحة أكثر بالنسبة لها".