استخدام تقنية جامانايف في مستشفى لندن يسهل العلاج على المرضى الكويتيين المصابين بتشوه دماغي نادر

02/11/2017

أصبح لدى الأطفال الكويتيين الذين يعانون من مرض «التشوه الشرايني الوريدي،» (Arteriovenous Malformations) الدماغي، وهو تشوه نادر في الدماغ يعرف بالاختصار: AVM، فرصة للحصول على العلاج في لندن، المملكة المتحدة، باستخدام تقنية «جامانايف» (سكين أشعة جاما) التي ابتكرت منذ نهاية الستينيات. وتهدف هذه المعالجة، التي أصبحت اليوم متوفرة للمرضى الكويتيين من مستشفى «جريت أورموند ستريت،» إلى تحسين حياة مئات الأطفال الذين يعانون من التشوه الشرياني الوريدي الدماغي. فهذه التقنية في المعالجة تعرض المريض إلى مخاطر محتملة أقل مقارنة مع الخيارات الجراحية الأخرى المتوفرة حاليًا، ويقدم حلًا طويل الأمد لحالات التشوه الصغيرة التي يستحيل معالجتها باستخدام الأساليب التقليدية.

والتشوه الشراييني الوريدي في الدماغ هو نوع من تشابك الأوعية الدموية داخل أنسجة المخ، مما يؤدي إلى تحويل مسار جريان الدم ويتسبب في تجاوزه الأنسجة الطبيعية المحيطة به. وتحدث هذه التشوهات لدى نسبة أقل من 1% من السكان، وهي تشوهات خلقية تظهر لدى الأطفال منذ الولادة. وتقود هذه التشابكات بين الشرايين والأوردة الدقيقة إلى ضعف وتمدد الأوعية الدموية. ولا تسبب بعض تلك التشوهات أي مضاعفات ولا يكتشفها الطبيب إلا عند تصوير الدماغ لأسباب أخرى، إلا أنها في حالات أخرى قد تسبب نزيفًا غير طبيعي بنسبة 50%، أو نوبات بنسبة 25%، بل قد تسبب مضاعفات مهددة للحياة في بعض الحالات.

ويوضح الدكتور جريج جيمس، استشاري طب الأعصاب في طب الأطفال، من مستشفى «جريت أورموند ستريت،» أن أمام المرضى الذين يعانون من التشوه الشرياني الوريدي الدماغي العديد من خيارات العلاج: إذ يمكن إجراء عملية وإزالته؛ أو يمكن سدها من خلال عملية تسمى الانصمام أو المعالجة باستخدام تقنية «جامانايف.» وفي بعض الحالات، يمكن علاج المرضى من خلال الطرائق الثلاث. ووفقًا للدكتور جيمس، فإن تقنية «جامانايف.» لا تمثّل دائمًا أسلوب العلاج المفضل لأنها، خلافًا لخيار العلاجين الآخرين، قد تستغرق حتى خمسة أعوام لتعطي نتائج إيجابية. وأوضح الدكتور جيمس قائلًا «إنها طريقة تعطي نتائجها تدريجيًا وليس بين عشية وضحاها، ولا يمكن استخدامها في حالات التشوهات الشرايينية الوريدية الدماغية الكبيرة بسبب طبيعة التقنية الدقيقة جدًا. ولهذا فهي تستخدم غالبًا في الحالات العميقة جدًا التي ترتفع فيها مخاطر العمل الجراحي المفتوح أو عملية الانصمام.»

تقنية «جامانايف.» أسلوب دقيق جدًا ومتطور من العلاج الإشعاعي. ويحدد الأطباء خلال تلك المعالجة المناطق التي يجب أن تتلقى الإشعاع والمناطق التي يجب ألا تسلط عليها، وذلك للحد من تعرض الدماغ للإشعاع. وقال الدكتور جيمس «تعمل جامانايف مثل مصفاة، فتستخدم حزم إشعاع ضعيفة جدًا تتقاطع بعد ذلك وتولد جرعة عالية من الإشعاع. وفي الوقت ذاته، فإن المناطق المحيطة بالدماغ تبقى محمية ويقتصر تعرضها إلى جرعة منخفضة جدًا من الإشعاع خلال تلك المعالجة.»

وقال الدكتور جيمس «تشير النتائج المنشورة أن تقنية جامانايف تقدم شفاءً كاملًا بنسبة 80-85% للتشوه الشرايني الوريدي الدماغي.» ويؤكد أيضًا أن هذا الإجراء آمن للغاية ويتيح للطفل العودة إلى منزله في اليوم التالي. وقال «نجري العلاج عمومًا يوم الجمعة ويعود الأطفال إلى المدرسة يوم الاثنين لذلك فهم يتحملون العلاج بصورة جيدة جدًا.»

حتى الآن، نفذ مستشفى «جريت أورموند ستريت،» الذي يعالج 1500 طفل من الشرق الأوسط سنويًا، تسع معالجات بطريقة جامانايف. ومنها حالة فتاة كويتية لم يكتشف التشوه الشرياني الوريدي الدماغي لديها إلا حديثًا بعد إصابتها نزيف في الدماغ. وأجريت لديها معالجة بتقنية جامانايف وكانت ناجحة، وأضفت عليها وعلى عائلتها السعادة.

وأكد الدكتور جيمس على أهمية إشراك الأسرة في التجربة برمتها. وقال «يهمنا كفريق من الأطباء أن نجتمع مع العائلة لشرح لماذا نعتقد أن استخدام تقنية جامانايف هو الأفضل لطفلهم، فضلا عن شرح أسلوب العلاج لهم وإظهار الصور حتى يصبح الأبوين على علم تام بالمعالجة ومشاركتنا في عملية اتخاذ القرار