جهاز رائد لعلاج السكري من مستشفى جريت أورموند ستريت للأطفال يقدم أملًا جديدًا للأطفال الإماراتيين المصابين به مع حساسية نادرة للأنسولين في الجلد
نجح مستشفى «جريت أورموند ستريت للأطفال» في لندن في علاج صبي بريطاني مصاب بالسكري مع حساسية جلدية للأنسولين، باستخدام جهاز متقدم يحقن الأنسولين في جسم المريض متجاوزًا الجلد. وتايلور بانكس (تسعة أعوام) من المملكة المتحدة، الطفل الخامس في العالم الذي يعالجه الأطباء بجهاز يُدخل الأنسولين مباشرة إلى جوفه دون أن يلامس جلده.
تشير التقديرات إلى أن عدد مرضى السكري من النوع الأول في منطقة الشرق الأوسط يبلغ نحو 35 مليون شخص، منهم نحو 61 ألف طفل. ولا يتحسس جل أولئك المرضى من الأنسولين الذي يعالجون به فهو عَرض نادر الحدوث، فلا تزيد نسبة المصابين به عن 1% إلى 2.4% بين مرضى السكري الذين يعالجون بالأنسولين، إلا أن شدة تفاعلات الجلد للأنسولين في حالة الصبي تايلور كانت فريدة جدًا.
في البداية شخص الأطباء أن لدى تايلور مرض السكري من النوع الأول – الذي يهاجم فيه الجهاز المناعي للجسم الخلايا التي تنتج الأنسولين ويقتلها-وعندما كان عمره عامان نقل إلى المستشفى فاقد الوعي وعولج مرض السكري لديه بالأنسولين لكنه أظهر دفع رد فعل تحسسي شديد لهذا الدواء.
وتحدثت جيما ويستويل، أم تايلور عن تجربة تايلور والمعاناة من الحساسية للأنسولين فقالت «بعد الحقن مباشرة، كان يدخل في حالة تشبه الغيبوبة فلا يستطيع التفاعل والتصرف طبيعيًا. وجربنا الانتقال إلى استخدام مضخة الأنسولين على أمل أن يساعده ذلك، لكن ذلك أدى إلى ظهور طفح جلدي مع كدمات حمراء مؤلمة في جميع أنحاء جسمه. والمزعج في الأمر أن ما من شيء جربناه لتجنيبه الألم نجح في تحقيق هذه الهدف. بالإضافة إلى أن مناطق الكدمات أخذت تتحول إلى مناطق دائمة من الجلد الغاطس غير الطبيعي، والتي لا يمكن إعطاء الأنسولين عبرها»
ازدادت أوضاع الصبي سوءًا فكان يتألم دائمًا وكان على والديه فحص مستويات السكر لديه طوال النهار والليل حرصًا على عدم دخوله حالة فقدان الوعي.
عندما بلغ تايلور إلى السابعة من عمره، اكتشف الأطباء أن حساسيته للأنسولين مقتصرة على جلده فقط، وأحيل لمراجعة مستشفى جريت أورموند ستريت للأطفال في لندن الذي يعالج سنويًا أكثر من 1500 طفل من الشرق الأوسط.
وقال الدكتور راكيش أمين، استشاري طب الأطفال في مجال الغدد الصماء في مستشفى جريت أورموند ستريت للأطفال «كانت حياة تايلور سيئة جدًا، وكان علينا إيجاد حل لهذه الحساسية.»
وبعد دراسة عدد من الأفكار للعلاجات الممكنة، رشّح الدكتور أمين علاجًا لحالة تايلور يستخدم فيه جهاز يربط مضخة الأنسولين بالتجويف البطني ليتخطى الدواء المرور بالجلد.
وفي الشهر الماضي، أصبح تايلور أول طفل في المملكة المتحدة، والخامس في العالم الذي يزود بهذا الجهاز، وفقًا لمعلومات مستشفى جريت أورموند ستريت للأطفال.
وأوضح الدكتور أمين «تظهر هذه الحالة بصورة جيدة، أننا على الرغم من معالجتنا للأطفال المصابين بمرض السكري الشائع، إلا أن المستشفى لدينا يتمتع بخبرات عالية لمعالجة أشكال نادرة من مرض السكري أو من مضاعفاته. فريقنا متعدد التخصصات ولديه مهارات فريدة، ونعمل على إيجاد الحلول الطبية بالاعتماد على أحدث التقنيات. نحن ندرس حالة كل طفل أو شاب بصورة فردية، ونعمل على تحسين قدرة كل عائلة على التعايش مع مرض السكري.»
واختتم سكوت بانكس والد تايلور قائلًا «ما زلنا في الأيام المبكرة لتطبيق أسلوب العلاج الجديد، لكننا لاحظنا تغييرات إيجابية، إذ أصبحت مستويات السكر في دم تايلور أقل بكثير وأكثر توازنًا، ولم يعد يعاني من الألم، ولم تظهر على جلده ردة فعل تحسسية ونام بصورة أفضل، ولأول مرة أصبح بإمكان تايلور بمفرده أن يعرف متى عليه تلقي الحقنة وهو أمر رائع، وهذا تحسن لا أستطيع أن أصف كم يعني بالنسبة لنا. نحن ممتنون جدًا للدكتور أمين وفريق المستشفى من الممرضين والأطباء الذين ساعدوا تايلور، وأرجو أن يساعده هذا العلاج في العودة إلى حياته مثل أي صبي عادي، فيعود إلى المدرسة ويلعب مع أصدقائه. لقد فاته كثير من ذلك لأنه كان مريضًا جدًا لفترة طويلة، وآمل أن يساعده هذا الجهاز في استعادة طفولته مرة أخرى.»
ما علامات الحساسية تجاه الأنسولين؟
• احمرار وألم في أماكن الحقن. إما مستمر وإما مؤقت.
• عدد من الانتفاخات الصغيرة أو التورم، أشبه بخلايا النحل.
• تغضن تحت الجلد في مواقع الحقن، دائم على الأغلب.