أول تعريف بحثي لـ "آثار كوفيد الطويلة الأمد Long COVID" عند الأطفال والشباب

08/02/2022

اتفقت فِرَق تعمل في معهد غريت أورموند ستريت لصحة الأطفال التابع لكلية لندن الجامعية (UCL GOS ICH)، وتشمل استشاريين من مستشفى غريت أورموند ستريت، على التعريف البحثي الأول لما يُقصَد بعبارة "آثار كوفيد الطويلة الأمد" عند الأطفال والشباب (أي مرض كوفيد-19 بعد المرحلة الحادة).

يتماشى التعريف الجديد بشكل وثيق مع التعريف الذي اقترحته منظمة الصحة العالمية لآثار كوفيد الطويلة الأمد عند البالغين، وإذا لقي القبول على نطاق واسع، فسيساعد بشكل ملحوظ على تقوية المقارنات لهذه الحالة التي كثيرا ما تُنْهِك المصابين بها.  تختلف التعاريف والأوصاف المتنوعة والعديدة قيد الاستخدام حاليا من حيث عدد ونوع وطول وفترة استمرار الأعراض وقد يكون ذلك أحد أسباب التنوع الكبير الذي ظهر في التقديرات لمدى انتشار آثار كوفيد الطويلة الأمد بين الأطفال، إذ تتراوح التقديرات بين 1% و51%.

لقد عرقل ذلك جهود الباحثين لكن وجود تعريف واضح لآثار كوفيد الطويلة الأمد عند الأطفال سيمكّنهم من القيام بمقارنة موثوق بها للدراسات حول مدى انتشار آثار كوفيد الطويلة الأمد، وكيفية تطورها ونتائجها، مما سيوفر صورة أدق عن تأثير الحالة الحقيقي.

توصلت لجنة تمثيلية شملت 120 عضوا، منهم خبراء دوليون من أصحاب مهارات البحث وتقديم الرعاية الصحية، وكذلك أشخاص يتعايشون مع آثار كوفيد الطويلة الأمد، إلى الاتفاق بعد التمحيص الدقيق لـ 49 إفادة وُضِع لكل واحدة منها تقييم من 1 - 9، بناء على أهميتها في نظر المقيّمين.

بعد ذلك تم تقليص هذه الإفادات أكثر عبر ثلاث مراحل وقامت لجنة تعرّض أعضاؤها لآثار كوفيد الطويلة الأمد وتراوحت أعمارهم بين 11 و17 بمراجعة المجموعة النهائية من الإفادات من أجل التوصل إلى اتفاق نهائي.

 

ما معنى آثار كوفيد الطويلة الأمد عند الأطفال

يشدد الباحثون، ومنهم روز شَفْران (Roz Shafran)، إيسوبيل هيمان (Isobel Heyman) و تيرينس ستيفنسون (Terence Stephenson)، الذين يشغلون منصب البروفيسورية في مستشفى غريت أورموند ستريت، معهد غريت أورموند ستريت لصحة الأطفال التابع لكلية لندن الجامعية، وكلوك كونسورتيوم (CLoCK Consortium)، على ضرورة التفريق بين تعريف آثار كوفيد الطويلة الأمد المستخدم للحالات السريرية وتعريفها المستخدم للأبحاث.  الآن يمكن للباحثين توضيح الأمور بشكل كبير من خلال استخدام تعريف يقول بأن الطفل المصاب بهذه الحالة يعاني من أعراض (منها عرض جسدي واحد على الأقل) لديها السمات التالية:

  • استمرتْ أو تطورت بعد تشخيص الإصابة بكوفيد-19 (أي تأكيد الإصابة من خلال نتيجة إيجابية من فحص واحد أو أكثر)
  • تؤثر على الرفاه الجسدي، النفسي أو الاجتماعي
  • تعيق جانبا من جوانب الحياة اليومية (المدرسة، العمل، الوقت في المنزل أو العلاقات مثلا) و
  • تستمر لمدة لا تقل عن 12 أسبوعا بعد الفحوص الأولية لكوفيد-19 (حتى لو كانت الأعراض تزداد وتنقص خلال تلك الفترة).

يمكن تفهم القلق الذي تشعر به المجموعات التي تمثل المتعرضين لآثار كوفيد الطويلة الأمد إزاء تعريف قد يضع حدودا للحصول على الخدمات المطلوبة.  نرى أن القرار حول ما إذا كانت ستتاح للطفل أو الشخص صغير السن زيارة مزاولي الرعاية الصحية، الحصول على احتياجاته من الدعم، أو إذا كانت ستتم إحالته، فحصه أو علاجه من آثار كوفيد الطويلة الأمد، يجب أن يكون قرارا مشتركا يشمل الشخص صغير السن، مقدمي رعايته و فريقه الطبي.  علاوة على ذلك، من الممكن أن عددا كبيرا من صغار السن لم تتح لهم إمكانية الخضوع للفحص في بدايات الجائحة.  يمكن استخدام التعريف البحثي الدقيق الذي تم التوصل إليه من خلال عملية الإجماع هذه وكذلك التعريف المتماشي مع تعريف منظمة الصحة العالمية لتنوير عملية اتخاذ القرارات هذه.  لكن يجب عدم استخدامه كمقياس لتحديد ما إذا كان سيتاح للأطفال والشباب الحصول على الرعاية.

يقول البروفيسور تيرينس ستيفنسون، استشاري شرفي متخصص بطب الأطفال في مستشفى غريت أورموند ستريت ومعهد غريت أورموند ستريت لصحة الأطفال التابع لكلية لندن الجامعية.

تلقى هذا البحث الدعم من مركز غريت أورموند ستريت للأبحاث الطبية الحيوية التابع للمعهد الوطني للأبحاث الطبية NIHR GOSH Biomedical Research Centre