ولد سعودي يتلقى العلاج الجيني الجديد CAR T Cell Therapy
تلقى الطفل السعودي البالغ من عمر 5 سنوات، بعد تشخيصه بابيضاض الدم اللمفاوي الحاد، أو ما يعرف بسرطان الدم الليمفاوي الحادّ، علاجًا متطورًا ورائدًا لدى مشفى جريت أورموند ستريت للأطفال في لندن. ويعتمد العلاج المناعي المعروف "باسم كيمر إيه" التقنية العلاجية كار-تي، التي تقوم على إعادة برمجة الخلايا المناعية التائية وتعديلها لتبحث عن الخلايا السرطانية ومهاجمتها. وفي بداية عام 2019، أصبح مستشفى جريت أورموند ستريت للأطفال أحد أول المشافي في المملكة المتحدة الذي يتوفر فيه هذا العلاج المنقذ للأرواح.
وشرحت والدة الطفل تميم بخصوص حالته قائلة: "بدأت الأعراض بارتفاع في درجة حرارة جسم تميم، في البداية ظننت أن الأمر طبيعي، إلا أن الحرارة لم تنخفض. وقررنا إجراء فحوصات إضافية، وكانت نتائجها أمرًا صادمًا بالنسبة لي، فلم أكن أتوقع ذلك أبدًا".
وفي شهر يوليو من عام 2019، بدأ تميم بتلقي العلاج بتقنية كار-تي، التي تعتمد على استخدام الجهاز المناعي للمريض لمواجهة الخلايا السرطانية.
وتشرح الدكتورة سارة غراشيان، استشارية أمراض الدم للأطفال في مستشفى جريت أورموند ستريت للأطفال والتي أشرفت على علاج تميم قائلة: "تندرج تقنية كار-تي العلاجية ضمن فئة العلاجات الجينية، وتعمل عن طريق أخذ عينة من الخلايا المناعية للمريض وإعادة برمجتها جينيًا لتكتشف خلايا سرطان الدم الليمفاوي لديه".
وأجابت والدة تميم عندما سئلت عما إذا كانت ستوصي بهذا النوع من العلاج: "بالطبع، فقد كانت آثاره ممتازة. جربنا العديد من العلاجات الجينية المتوفرة، ولاحظتُ آثاراها الجانبية على تميم، ولكن عند استخدام هذا العلاج لم يشعر تميم بالتعب والإرهاق بالمقارنة مع الأشكال الأخرى للعلاج الجيني التي جربناها".
وقد أردفت والدة تميم قائلة:" وقع الخيار على مشفى جريت أورموند ستريت للأطفال لأن حالة تميم كانت حرجة وتتطلب علاجًا سريعًا".
وأضافت: "لا يتوفر هذا العلاج في الرياض أو في المملكة العربية السعودية بشكل عام. فهو متوفر فقط في عدد محدود من البلدان والمستشفيات، ولهذا خططنا في البداية للسفر إلى الولايات المتحدة الأمريكية، ولكننا عدلنا عن ذلك القرار واخترنا القدوم إلى المملكة المتحدة لأنه كان الأمر الأسرع، فقائمة الانتظار هنا أقصر وعملية البدء بالعلاج تتم بسرعة وبدون تأخير".
وتتابع الدكتورة سارة غراشيان حديثها عن علاج كار-تي قائلة: "يتعاون استشاريون من قسم أمراض الدم وقسم خدمات زراعة النخاع العظمي في تقديم العلاج بتقنية كار-تي لدى مشفى جريت أورموند ستريت للأطفال. كما يضم المشفى فريقًا مؤهلًا من أخصائيي علم التمريض السريري يساهم بدوره في تنظيم رعاية المريض، بالإضافة إلى جناح التمريض الذي يعمل طاقمه على تقديم العناية بالمرضى في كل من مراحل العلاج في العيادات الداخلية والخارجية في المشفى. كما أننا نوافي كل من أقسام طب الأعصاب والغدد الصم والعناية المركزة بمعلومات عن سير عملية العلاج عند الحاجة ليقدم استشاريو كل من هذه الأقسام الدعم فيما يتعلق باختصاص كل منهم. وأخيرًا يعمل فريقنا من أخصائيي العلاج الطبيعي والعلاج باللعب بالإضافة إلى أخصائيي الطب النفسي على دعم سير عملية الاستشفاء ومساندة المرضى وذويهم طوال فترة العلاج".
وخلال العملية، كانت آمال والدة تميم بعلاجه عالية، وتأملت نجاح العملية وشفاءه التام، فيما كان للدكتورة سارة غراشيان أثر كبير في توفير الطمأنينة وراحة البال لوالدة تميم، وحول ذلك قالت: "أوضحت لنا الدكتورة سارة غراشيان كل شيء ولم تهمل أيًا من التفاصيل، وأظهرت تفهمًا كبيرًا للتجربة التي نمر بها".
إن مرض سرطان الدم الليمفاوي الحاد الذي أصاب تميم هو شكل حاد من سرطان الدم يصيب حوالي 600 شخص سنويًا، معظمهم من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين سنتين وخمس سنوات. وعلى الرغم من تحسن التوقعات بنجاح علاج الأطفال المشخصين بسرطان الدم الليمفاوي الحاد بشكل كبير خلال العقد الماضي، إلا أن 10-15% من المرضى لا يزالون لا يستجيبون للعلاجات القياسية. وأثبت العلاج الجديد فعاليته في علاج المرضى الذين يعانون من سرطانات عدوانية أو منتكسة بشكل خاص حيث فشلت بقية العلاجات الأخرى.
يعاني تميم من مرض شديد المقاومة وقد واجه عددًا من المضاعفات، وتم تزويده في مستشفى جريت أورموند ستريت للأطفال برعاية خاصة ممتازة. والآن تميم على وشك الخروج من المستشفى وهو في حالة جيدة حاليًا، ولكن النتيجة النهائية للعلاج لن تكون معروفة لعدة أشهر. إنه صبي صغير رائع، تمت رعايته بشكل أساسي في العيادات الخارجية للمشفى ويترقب عودته القريبة إلى منزله في المملكة العربية السعودية، ومن المقرر أن يعود إلى مستشفى جريت أورموند ستريت للأطفال من وقت لآخر لإجراء الفحوصات الدورية اللازمة.